واستعرض «أبوالخير» قدرات القارة الأفريقية والدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في العلاقات مع الصين، وقال إن أفريقيا لديها قدرات وثروات ضخمة، ومصر لديها رغبة حقيقية في الانفتاح على القارة وحل مشكلاتها في وقت وجيز، وهو ما يمكن أن تقوم به مصر في نقل الخبرة لدول القارة في مجال البنية التحتية، مثل قطاع الطاقة والطرق والتعامل البنكي مع الدولار والمجال الصحي وتحديات الإرهاب، وهذه التجارب جعلت الصين تخصص من مصر مركزاً لها في علاقتها بأفريقيا.
وأكد أن ممارسات الصين في القارة جيدة، وأثبتت أنها لا تسعى إلى الاستعمار أو الاحتلال، لذلك تستحق أن تكون الحليف الاستراتيجي في القارة، لأن لديها خطة طموحة للقارة يجب الاستفادة منها في تحقيق طفرة في حياة مواطني القارة.
فيما قالت «عبدالسيد» أن الصين استطاعت بقوتها الناعمة الدخول إلى أفريقيا، وترى أن مصر لديها القدرة على لعب دور كبير لها داخل القارة باعتبارها (مفتاح أفريقيا) بجانب أن الكفاءات المصرية قادرة على التعامل مع أحدث التكنولوجيا التي تدشنها الصين، مشيرة إلى المشروع الصيني الخاص بالتعليم الفني المسمى «ورشة لوبان» وهو مشروع صيني ضخم بدأ بـ10 دول أفريقية، بينها مصر، لتطوير التعليم الفني بطريقة تكنولوجية حديثة يحتاجها العالم الثالث في التدريب على العلم التقني، وهو برنامج يمتد من 6 أشهر إلى 3 سنوات تعليم بعد التعليم الثانوي، يمكن خريجيه من الالتحاق بأي من الشركات الصينية في كل دول العالم وسيكون «براند دولي»، مشيرة إلى أن الصين جعلت من مصر «سنتر» لكل مشروعات لوبان في أفريقيا.
وأشارت إلى أنه بالنظر للصين بشكل عقلاني سنجد أن بها تكنولوجيا تستحق الدراسة، وليس لديهم أزمة في نقل التكنولوجيا إلى القارة، بعكس دول الغرب وأمريكا التي تحتكر التكنولوجيا ولا تقبل بنقلها، لذلك كان يجب التوجه شرقًا إلى الصين واليابان وكوريا وهي الدول التي تسمح بذلك، وقالت: «كوننا جزءًا من المشروع الصيني في أفريقيا يعود علينا بالنفع لا محالة».
فيما قال «عماد الأزرق» أن العلاقات بين أفريقيا والصين ستكون إيجابية للجانبين، خاصة بعد إعلان الرئيس الصيني «شي جين بنغ» أن سياسة الخارجية الصينية تجاه أفريقيا قائمة على عدم التدخل، وأن دولته لن تلزم أي دولة باتخاذ توجه اقتصادي بعينه، وأن بلاده لا تستهدف مصلحة سياسية من توجهاتها الاقتصادية في القارة، موضحًا أن هذه التصريحات كانت ردًا على حملة إعلامية ضخمة قام بها الغرب باتهام الصين بتصدير النموذج الشيوعي للقارة الأفريقية.
وقالت «نادية حلمي» إن الصين تسعى لإدراج مبادرة الحزام والطريق في كل المواثيق الدولية وتستغل موقعها في مجلس الأمن لتحقيق هذا الهدف، فيما ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن الصين تسعى من خلال هذه المبادرة لإنشاء عولمة موازية وتصدير نموذجها للعالم.