إغلاق

مصر على خريطة الحزام والطريق

مصر على خريطة الحزام والطريق

تشرف الصالون، الذي قدمه الإعلامي أحمد سليمان، بحضور السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم، نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، والدكتور أحمد حلمي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري. 

عرضت الندوة نقاشًا موسعًا حول كتاب (الحزام والطريق .. ماذا ستقدم الصين للعالم؟)، بحضور إحدى مترجمتيه، الدكتورة شيماء كمال، رئيسة قسم اللغة الصينية بجامعة بني سويف.

ركزت الندوة على الاستفادة المتبادلة بين مصر ومبادرة الحزام والطريق، وما يمكن أن يقدمَه كل منهما للآخر، والمحاذير التي يجب عليها أن تتوخاها، والسلبيّات التي يمكن أن تتعرضَ لها وكيفية تلافيها في حال وجودها.

 

كما تبحث الندوة أهمية أن تكون مصر لاعبًا فاعلًا بالمبادرة، وتكون لديها القدرة على التأثير الإيجابي في المبادرة ككل، وألا تكون مجرد عضو من 170 عضوًا.

وأضاف العرابي أن المبادرة نجحت في جذب الكثير من الدول تعدى 150 دولة حول العالم، محققة انتشارا واسعا وغير مسبوق في العلاقات الدولية.

وعزا نجاح المبادرة وإقبال الدول على الانضمام إليها إلى أن الصين نجحت بطريقة وأساليب مبتكرة في تقديم مالم تقدمه أي قوى دولية أخرى، إذا اعتمدت القوى الكبرى المختلفة على سياسة السيطرة والهيمنة والاستنزاف فيما اعتمدت الصين على منهج الفوز المشترك والمنافع المتبادلة.

ولفت إلى أن المبادرة يمكن أن تكون مرحلة مهمة لتحقيق الرفاهية والتقدم في الكثير من دول العالم، كما يمكنها أن تكون قفزة استراتيجية مؤثرة تقود العالم نحو منهج جديد في العلاقات الدولية يختلف عما سبق، إذا حسن استخدام المبادرة.

وأعرب عن اعتقاده بأن انضمام مصر لمبادرة الحزام والطريق، جاء نتيجة رصيد استراتيجي مهم من العلاقات المصرية - الصينية الممتدة عبر سنوات طويلة، كما أنه جاء في إطار توجه مصر لفتح عدة محاور استراتيجية في علاقاتها الدولية بعد 30 يونيو.

وتشهد العلاقات بين مصر والصين تطورا ملحوظا، منذ رفع ن العلاقات الثنائية بين بين الصين ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014، ويعكس ذلك الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين ست مرات منذ توليه منصب الرئاسة، كان آخرها في أبريل الماضي.

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى إبراهيم نائب رئيس مجلس الأعمال المصري - الصيني على أهمية مبادرة الحزام والطريق في دعم التنمية العالمية، وتطوير اقتصاديات الدول الأعضاء بالمبادرة.

وأوضح إبراهيم ، خلال صالون بيت الحكمة الثقافي، إن المبادرة ستساهم بشكل كبير ومن خلال ما ترصده الصين من مبالغ مالية ضخمة في دعم برامج وخطط التنمية في الكثير من الدول لتنفيذ الكثير من مشروعات البنية التحتية.

ولفت إلى أن الصين تمتاز بأن لديها القدرة الكبيرة والرغبة والإرادة على التعاون مع دول العالم وفي مقدمتها مصر، منوها إلى أن مبادرة الحزام والطريق محفزا كبيرا على ذلك.

ونوه إلى أن الصين تبحث عن مزيد من الشركاء لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومصر مرشحة لذلك بقوة، لافتا إلى الحاجة إلى وجود آلية تنفيذية لتحقيق على أرض الواقع.

وتعتبر القاهرة نفسها من الشركاء المحوريين للصين في مبادرة "الحزام والطريق"، التي تساهم في تنمية مصر من خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة، التي تنفذها شركات صينية في مختلف المحافظات المصرية في مجالات مثل التشييد والطاقة والنقل والتجارة والصناعة.

ووصل حجم التجارة بين البلدين إلى 13.8 مليار دولار أمريكي في عام 2018، بزيادة 27.7 بالمائة على أساس سنوي، من بينها 12 مليار دولار صادرات صينية لمصر.

وتجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في مصر 1600 شركة باستثمارات إجمالية بلغت حوالي 7 مليارات دولار، مما خلق حوالي 30 ألف فرصة عمل للمصريين.

بدوره، أكد الدكتور أحمد حلمي أستاذ الاقتصاد السياسي بالاكاديمية العربية للنقل البحري، على الأهمية الاستراتيجية لمبادرة الحزام والطريق التي تمر بالكثير من الدول في أغلبها دول نامية تحتاج إلى استثمارات ضخمة لمساعدتها على تنفيذ خططها التنموية.

وقال حلمي إن المبادرة تعد فرصة للدول النامية للاستفادة من مزاياها خاصة ما يتعلق بجذب الاستثمارات أو بتوطين التكنولوجيا الصينية.

واعتبر "الحزام والطريق" تغيرا جديدا في الفكر السياسي الدولي، لافتا إلى أن مصر لديها من المقومات والقدرات ما يمكنها من دعم المبادرة وانجاحها ومساندة الصين في مساعيها.

وأشار إلى حاجة مصر بقوة إلى توطين التكنولوجيا المتطورة، مؤكدا أن الصين لديها القدرة والرغبة في ذلك، وهو ما من شأنه تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين.

في المقابل، أكد لي دونغ الوزير المفوض بالسفارة الصينية بالقاهرة، على أن هناك إمكانيات ضخمة للتعاون بين مصر والصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، مشددا على أن هناك دعما سياسيا قويا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ورحب لي بالصادرات المصرية إلى السوق الصينية، مشيرا بالنجاح الذي حققته الشركات المصرية خلال معرض الصين الدول للواردات بشنغهاي، حيث بلغت التعاقدات التي أبرمتها الشركات المصرية في الدورة الثانية للمعرض الشهر الماضي أربعة أضعاف التعاقدات المبرمة في الدورة الأولى.

ولفت إلى أن معرض الصين للواردات فكرة صينية مبتكرة تتفرد بها، إذ تعتبر الصين الدولة الوحيدة في العالم التي تقيم معرضا للواردات وتفتح أسواقها أمام الصادرات العالمية، وذلك من أجل الفوز والربح المشترك.

ونفى المسئول الصين أن يكون لمبادرة الحزام والطريق أي آثار سلبية على قناة السويس المصرية، لافتا إلى أن نحو ربع السفن التي تمر في القناة هي سفن صينية، باعتبار الصين أقوى دولة تجارية في العالم، بالاضافة إلى الاستثمارات الضخمة التي تعتزم الصين إقامتها بمنطقة قناة السويس في إطار المبادرة.

وفي ختام الصالون، أكد الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية، على أهمية الصالون في التعرف عن قرب على الشأن الصيني في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتكنولوجية، والإجابة على كل التساؤلات التي تشغل بال المهتمين بالشأن الصيني.

وقال السعيد، إن المناقشات التي يشهدها الصالون بين الجانبين المصري والصيني دليل على رغبة الطرفين في التواصل والتعرف على الأخر عن قرب، مؤكدا أنه سيتم طبع محتويات الصالون الثقافي الشهري في كتاب نصف سنوي ليتاح لأكبر عدد الاطلاع عليه والاستفادة منه.